لعلها في زماننا هذا مثل الغراب الأعصم !
فلا تكاد تجد المحبة الحقيقة في ذات الله ، بحيث لا تشوبها شائبة ، ولا تُكدِّرها المواقف ، ولا تُبنى على المصالح ، ولا على توافُق الطِّبَاع .
وعلامة هذه المحبة أنه لا يبعث عليها أنساب ، ولا مصالح دنيوية .
وأنها لا يَزيدها الإحسان ، ولا تُنقصها الإساءة .
ومَن تأمّل في واقع كثير من الناس وَجَد الخلل في هذه المحبة بين المتحابِّين في الله ! فكيف بِعامة المسلمين ؟!
تَجِد عُنصريات ، وتحزّبات ، ومُوالاة على أرض ، أو حِزب ، أو قبيلة ، أو غير ذلك !
وكل هذه تُثبِت ضعف المحبة الإيمانية .
وليست كل محبة بين اثنين تكون لله !
وقد ذَكَر ابن القيم أنواع المحبة الثلاثة ، فقال : فإن المحبة إما محبة إجلال وتعظيم , كَمَحَبَّة الوالد ، وإما محبة تحنن وودّ ولطف , كَمَحَبَّة الولد ، وإما محبة لأجل الإحسان وصفات الكمال, كَمَحَبَّة الناس بعضهم بعضا . اهـ .
والله تعالى أعلم .